آخر الأخبار

إذا اعتقدت أني استحق حياة أفضل


إذا اعتقدت أني استحق حياة أفضل


     مبدئيا كل إنسان يستحق حياة أفضل من التي يعيشها حاليا ، بكل بساطة لأننا بشر ، و لان الانسان مُـــطالب في كل الأحوال أن يحسن من ظروفه ..، و لسوء الحظ تــربــيتُنــا و ثــقــافــتـنا تدعونا للرضى و العيش بالقليل ، و العيش صغيرا ..، فيُطلب منك أن لا تعمل الكثير من الأمواج ، فلا تحلم كثيرا و لا تطمح كثيرا لسبب أن لا يصيبك خيبة أمل ، بقولهم :"
 لكي لا تصيبك خيبة أمل أحلم بالقليل أو لا تحلم أبدا، فقط ابق معتمد على الحظ و الأحداث العارضة " ، لكن إذا كان لديك حقا حلم كبير و طموح بهذا ستواجه خطورة الإحباط الناتج عن عدم تحقيقه ، و بهذه الطريقة يكون  الانغلاق على الذات أو  العيش  بالوكالة .
     مفهوم الحصول على حياة أفضل يكون معاكس لمفهوم الراحة لأن الراحة تطلب منا أن لا نحاول و أن لا نخرج من منطقة الأمان، لكن إذا فكرنا أننا نستحق حياة أفضل في هذه الحالة علينا تطوير قيمة الطموح، و ليس الطموح بأن تمتلــك أكثر مما يملكه الآخرون، أو تكون أكثر جمالا أو أكثر قوة على الآخرين ...، بل عن الطموح الداخلي أتكلم و الروحي، لتحسين نوعية الحياة .
     Marianne Williamson في كتابها hymne à l’ amour    لديها مقولة رائعة :" مخاوفنا الأكثر عمقا ليست أننا لا نستطيع الصعود للقمة بل مخاوفنا الأكثر عمقا هي أننا لدينا قوة تتجاوز كل الحدود ... و تزيد في موضع آخر في نفس الكتاب :" قيودك تجعلك صغير ، لا تقدم خدمة للعالم ...، فعندما تتحرر من خوفك تُحرر الآخرين من مخاوفهم ."
    من هذا المنطلق نحن نستحق حياة أفضل ولدينا الحق ويجب علينا أن نطمح ونحلم بل ونكون أكثر مطالبة بالنسبة للحياة.
    إلا أننا نرى تَبايُـــنَيْنِ بين الناس في تصور هذا المفهوم فالتصور الأول أن يقول الانسان بلِسان القول فقط :  نعم! أستحق حياة أفضل، و أستحق صحة جيدة و علاقات اجتماعية جيدة ، لكنه لا يفعل شيئا !، فيبقى على هذه الحال  - لا  حركة-  ينتظر حدوث المعجزة لتتحسن حياته ، إلا أن  هذه المعجزة  لن تأتي ، بالتالي سيعيش احباطا أكثر و ينتهي بالشكوى من الحياة فلا يطعم حلاوتها .
   اما التصور الثاني الذي يركز على المثابرة و العمل اليومي ، فالمعنى أن تحصل على حياة أفضل يكون نتيجة لتطوير مجموعة من المهارات النوعية و التي يَعُدُّها J.J. Crèvecœur خمسة :
1-  الوضوح : أن نتشجع و نرى حياتنا  وجها لوجه ، دون أن إنكار  للحالة السلبية سواء في الجانب الصحي أو الأسري ، العلاقات في العمل ..
2-  الشجاعة : أن تقرر و تتخلص جِــــــذريــــــًّا  من كل ما يمكنه أن يسمم حياتك و يمنع تطورها و تقطع العلاقات السلبية و تضع مكانها شروط جديدة لحياة أفضل .
3-  الاستمرارية: أن تنتهج سلوكا إيجابيا – ممارسة الرياضة- مثلا لا يكفي أن يكون مرة واحدة فقط بل يجب أن يكون بصفة يومية، ونتيجة لهذه الاستمرارية أكيد سيأتي يوم وتقطف ثمرة النجاح الناتج عن الحركة المستمرة.
4-  المطالبة بإلحاح: احتفل بأي نجاح حققته فأنت قمت بجهد لأجله، لكن لا تتوقف عند هذا التحسن بل انطلق من الجيد إلى الجيد جدا إلى الامتياز.
5-  ازرع الامتنان: في كل مرة تحقق نجاحاً أحمد الله على ما أنعم عليك،  ثم  اشكر جسدك، أشكر عقلك و اشكر كل من ساعدك ، و تذكر أن تشكر كل من عـــلّمك و أنار لك دربا في الحياة.
      تذكر دائما أنت تستحق حياة أفضل من التي أنت عليها الآن مهما كانت نوعيتها و تذكر دائما أن لديك القدرة و القوة الإرادة لتنجح.
الماستر النفساني : حمزة بن قاطي . ikraa@gmail.com
26/05/2017



ليست هناك تعليقات