الفنان التشكيلي حميد سباع لآدم : الفن التشكيلي حياتي وامنيتي ان تهتم وزارة الثقافة بالفن التشكيلي الموجه للمكفوفين .
مجلة أدم ..... حاوره، الصحفي: إبراهيم حنصال.
آدم : من يكون
حميد سباع ؟!
حميد سباع من مواليد ستينات من القرن
الماضي، بعين الطويلة ولاية خنشلة شرق الوطن، خلقت للفن التشكيلي، و اناملي شاهدة
على ذلك، كتبت عن هذا في كتابي "الفن التشكيلي وعالم المكفوف"، أنا من عائلة
فنانين الوالد رحمه الله كان فنان حرفي ونحن خمسة اخوة فنانين حميد وخالد فنانين
تشكيليين، يوسف فنان فوتوغرافي، يحيى فنان تشكيلي وموسيقي، أما الطيب الاخ الكبر
مطرب يهوى الطرب الفلكلوري التراث الشاوي الأصيل.... يعني عائلة فنية بإمتياز.
كيف دخلت عالم
الفن التشكيلي والنقش، دراسة أم فضول ؟
لم أعلم كيف وجدت نفسي فنانا أهتم بكل شيء إسمه فن تشكيلي بدون أن أعرف معناه،
صغري كان كله تشكيل، أحببت كل ماهو جميل مثل الطبيعة كالاشجار والنباتات، ولما
دخلت المدرسة كنت أفضل الرسم على متابعة الدراسة، تعلمت من شغف في الرسم وميولي
له، حياتي مع الألوان وانعكاساتها، والضلال أين تبين لي بان الفن شيء بداخلي
يستحيل ان أعيش دونه وهذا ما نفسره بالعصامية الا وهو الفن التشكيلي بأبعاده
الغريبة.
آدم : ﻫﻞ ﻟﻚ ﺍﻥ
ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭ كذا خارجها ؟
** في ما مضى كنت أرسم لكن دون أن أقيم معارض، كنت أرسم فقط حتى عام 1997 طرحت
لي فكرة وهي الإختصاص في رسم فئة معينة وحساسة من المجتمع وهي فئة المكفوفين، لكن
طرحت عدة اسئلة على نفسي كيف أرسم لفئة ليس لها علاقة بعالم الجمال ؟ لأن الفن
التشكيلي يتطلب حاسة البصرة؟ وهي حاسة أساسية في خلق منظر يشاهد كل باصر ناظر، ثم
نظري توجه إلى أصابعهم وهي أنهم يعتمدون في حياتهم على حاسة اللمس، فوجدت الأسلوب
الذي يناسبهم هو النحت البارز، فقمت بتجربة على نفسي فوجدت صعوبة في فهم أبعاد
اللوحة فحاولت أن أجد طريقة لمعرفة أبعادها وهي تقسيم النحت الى خمسة أقسام
وجعلتها كقاعدة لقراءة اللوحة وسميتها "قواعد اللمس"، وتتمثل في سمك
البروز ضعيف جدا وهذا يعني منظر بعيد جدا ثم يليه سمك أكثر سمكا يمثل منظر بعيد،
كذلك سمك ثالث أكثر بروزا من الاول والثاني ويعني متوسط البعد والبروز الرابع أكثر
بروزا من الأنواع الثلاثة ويعني قريب ، أما الخامس وهو السمك الاخير وأقواهم بروزا
ويمثل قريب جدا أين تظهر فيه الاشياء الدقيقة هذا من جانب قراءة اللوحة وطريقة
لمسها وفق القواعد المذكورة وبعد ما وجدت هذه الطريقة تبيني مشكل اخر وهو كيف يعرف
المكقوف حركة الطبيعة والزمان وهذا مما جعلني افكر كيف أن أجد طريقة لفهم اللوحة
الفنية من حيث الأبعاد والحركة والزمان ووضع لها طريقة أخرى وهي المسماة ب
"رموز الدراك" وبعد ما أكمل هذا البحث أنجز 14 عشر لوحة بنحت البارز وفق
القواعد التي درستها ونظمت بأول معرض تجريب يوم 08 جوان 2004 بمدينة تيارت أين
كانت التجربة ناجحة نسبيا لقلة زواره المكفوفين القِلال وأقتصرت على جمعية القلم
للمكفوفين، بعدها قمت بتنظيم معرض أخر في 2006 برواق عمر راسم الجزائر والمكتبة
الوطنية ومدرسة العاشور للمكفوفين، ألفت من خلاله كتاب بعنوان "الفن التشكيلي
وعالم المكفوف" باشراف الدكتور أمين الزاوي وأصدر عن دار المختار للنشر
والتوزع بسطوالي، أما في هذا العام قدمت لي دعوة رسمية من جمعية الفنانات
المغاربيات لتونس للمشاركة في ملتقى دولي تحت شعار "الملتقى السادس
للذاكرة" فكان حضوري إضافة مهمة في مسيرة حياتي.
آدم : ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل الفنية؟ **
الجديد في أعمالي الفنية، أستطيع القول .... حتى تعم الفكرة وقواعد الأسلوب
لقراءة اللوحة عند المكفوف وتعتمد رسميا أو على الأقل أحضى ويحضى كتابي بالاهتام
وأجد من يساعدني على إيصال الفكرة لفئة المكفوفين في البلاد وإلى جميع أنحاء
المعمورة، وأمنيتي أن تهتم به وزارة الثقافة، وتضعه بين يداها، ويخرج إلى النور،
وتقيم يوم دراسي حول أهمية الفن التشكيلي عند الكفيف، ومن ثم لعل أن تعم الفكرة
وتتلقى رعاية وإهتمام من قبل المعنيين.
آدم : ﻛﻴﻒ ﻫﻲ
ﻧﻈﺮﺗﻚ لهذا الفن في الجزائر، ﻭﺗﺴﻴﻴﺮه في البلاد وفي الخارج ؟ مقارنة وحلول! إذا
مُمكن.
** نظرتي للفن بصفة عامة في الجزائر وخاصة في الأونة الأخيرة، إرتفع مستواه
وإرتقى بفضل الله ووزارة الثقافة التي قامت بمبادرات قيمة ومعارض دولية وخاصةً
"ربيع الفنون" الذي أقيم العام الماضي كما اهتمت كثيرا بجميع الفنانين
التشكيليين وتشجيعهم وفتح لهم أروقة المعارض في جميع الولايات والمهرجانات، وهذا
تشجيع وإهتمام كبير جداً منها، لكن هناك إشكال مهم وهو عزوف المواطن على زيارة
المعارض إلا القليل جدا والمتثمل في هوات الفن وعشاقه، كذلك هناك أمر أخر مهم جدا
لاحظته في عدة معارض وهو عدم تنظيم المعرض وبرمجة لأوقات زيارته من طرف القائمين
فعدم تقديم دعوات رسمية للتلميذة المدارس والمتوسطات والثانويات في المنطقة التي
يقام فيها، يقلل من نسبة نجاحه وإقبال الجمهور عليه، فهذا مهم جدا بالنسبة لي، أما
تقييمي ومقارنة المعارض بالخارج.
آدم : ماهي العراقيل والمعوقات التي واجهتها في بلادك؟
** الحقيقة لم أجد أي عراقيل ولا معوقات بقدر ما واجهت التهميش والتجاهل وعدم
الإهتمام بكتابي الذي يحمل أفكار وإقتراحات في الفن التشكيلي الموجه للمكفوفين
وهناك مشكل واجهته في 2007 حيث تعرضت أفكاري للإحتيال والتبني من طرف أحد الفنانين
من سوريا وبتواطئ مع رئيس إتحاد ثقافي فني توفى قبل سنوات، وأتحفظ عن ذكر الأسماء
... الآن، رغم أنها محمية في الديوان الوطني لحقوق المؤلف منذ 2006 وكتبت بعض
الصحف حول هذا الموضوع وتقدمت بشكاوي لوزارة الثقافة أنذاك ووزارة التضامن لكن لا
حياة لمن تنادي، ففكرت مليا مع نفسي وقررت أن أواجه هذا المشكل المتمثل في
الإحتيال من طرف الفنان السوري وتجاهل سلطات بلادي بتأليف كتاب أوضح فيه الأفكار
بالتفصيل، إضافةً إلى بعض الإقتراحات في ما يخص المتاحف وزيارتها من قبل المكفوف،
وبعدها قمت بإصدار كتابي الجديد وأشرف عليه الدكتور أمين الزاوي، بدأ الكتاب كفكرة
تظهر لكن بقيت لحد الآن مبهمة وغمضة ومستحيلة عند البعض رغم أني قدمت توضيحتها
وتفاصيلها في حصصت تلفزيونية ومداخلة في مؤتمر وطني بجامعة بوزريعة 2 وفي بعض
الصحف المكتوبة من جريدة البلاد والشع، كما عرضتها في مواقع لبنانية وقدمت لي دعوة
أيضا للمشاركة في مؤتمر دولي بتونس الشقيقة .... لكنني لا أزال أصارع وأحاول
جاهداً أن أوصل الفكرة وتصبح معتمدة رسميا، أما فيما يخص المعوقات هي أني وجدت
صعوبة وتهميش لتحويل كتابي من الكتابة العادية الى الكتابة الخاصة بالمكفوفين
"الپراي" حتى يطلع الكفيف على محتواه بشكل واضح أقرب.
* ﺑﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﻗﺮﺍءﻙ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ، ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ مرتقبة ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻚ الأم، شراكة خارج الجزائر مثلاً ؟
** مشاريعي أستطيع القول أنها حلم لم
يتحقق من جانب التفكير في انشاء مدرسة أو مركز لتدريس هذه الأفكار للمكفوف، فهذا
الأخير في حد ذاته أظنه لايهمه الأمر الفني - الفن التشكلي - بقدر إهتماماته
الإجتماعية والتعليمية والدفاع عنها، ومن جانب أخر ربما يشاركونني فنانين مبصرين
لتوسيع هذه الأفكار الفنية وتعميم نظرية تطبيق تقنية "الپراي" على الفن
التشكيلي، دعوتي لكل فنان مشاركة في هذا، سواء كان جزائري أو أجنبي. * ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﺗﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﺠﺎﺣﻚ ؟ ** أتمنى أن لا تكون كلمة أخيرة وأتمنى لقاءات أخرى معكم، أو
مع برامج إذاعية وتلفزيونية وغيرها، كما اشكركم جزيل الشكر على إهتمامكم والحوار
الشيق وأتمنى أن يتلقى كتابي كل الرعاية والدعاية، ويرتقي من خلال دراسة ما يحمل
من نظرية وأفكار مبتكرة في الفن التشكيلي، وترجمته إلى لغات أخرى، وتحويله الى
كتابة "الپري"، ويكون مرجع ومصدر للباحثين في مجال الفن التشكيلي للباصرين
والمكفوفين على حد السواء، ولله عاقبة الأمور وهو الموفق والآمر كل بيد وهو على كل
شي قدير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..... شكرا إبراهيم.
ليست هناك تعليقات