الاعلامي المصري د.حسين حسني لآدم : الاعلام العربي بين متخبط ومنظبط والاعلام الالكتروني كالوحش لكنه لن يبتلع التقليدي .
حاوره : علي عمر شاعة
د.حسين حسني مذيع "الغد"
لـمجلة آدم :
أحلام مستغانمي جعلتني أقاطع نزار
قباني مؤقتا
الإعلام العربي بين متخبط
ومنضبط ومتآمر
الإعلام لإلكتروني كالوحش ..لكنه
لن يبتلع " التقليدي"
مصري..لكن جسرا كبيرا من الحب يربط بينه وبين
أحلام مستغانمي في الجزائر، بعدما جعلته يقاطع قصائد نزار قباني مؤقتا ، حينما
أصدرت ديوان "عليك اللهفة".
في هذا الحوار الذي أجرته مجلة
"آدم" مع الإعلامي د.حسين حسني المذيع بقناة الغد سنتعرف من أي النقاط
انطلق في المجال الإعلامي، وبأي المحطات مر. كما سنتعرف على تقييمه للإعلام
العربي والمصري. أيضا لنا معه وقفة مع
مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي والإلكتروني...
آدم : حدثنا أولا عن بدايتك
الإعلامية..كيف كانت ؟
البداية كانت صحفية مبكرة في أيام الدراسة
متدربا بعدد من الصحف أهمها "الأهرام" الصحيفة الأعرق مصريا وعربيا. لكن
صحيفة "نهضة مصر " التي كان يترأس تحريرها الإعلامي عماد الدين أديب ،
كانت أول صحيفة أنشر بها موضوعات تحمل اسمي . أما بعد تخرجي في الجامعة عملت
في القسم السياسي بصحيفة" روزاليوسف
" وهي حقا مدرسة بكل المقاييس تعلمت فيها الكثير ومدين لها بفضل كبير.
آدم : لكن هناك محطات مررت بها بعد
روزاليوسف ..ما هي ؟
هذا صحيح ..فبعد روزاليوسف كان التحول إلى
التليفزيون وتحديدا غرفة الأخبار بقناة " On tv"، وفيها كنت على موعد لاكتساب مهارات جديدة ، فالعمل في الصحافة الورقية
مختلف كثيرا عن العمل الإخباري التلفزيوني وإن كانت هناك قواسم مشتركة .
فالتلفزيون يتطلب مهارات خاصة بالصوت والصورة ، كما أن عامل السرعة فيه حاسم جدا .
وهنا كانت الرغبة في التعلم دافعا قويا
لاكتساب تلك المهارات ، ساعدني في ذلك التقائي بزملاء متعاونيين ومتفاهمين استفدت
من خبرتهم، إضافة إلى التشجيع المستمر لي من جانب الإعلامي العراقي وهاد يعقوب
الذي كان مديرا للأخبار بالقناة في ذلك الوقت ، لقد كان رجلا يجيد معرفة نقاط
القوة في كل فرد من فريق العمل .
آدم : ننتقل إلى "قناة الغد"
..كيف التحقت بها ؟
قناة الغد هي أول محطة إخبارية عربية تنطلق
من القاهرة وتجمع خبرات إعلامية كبيرة لها ثقل في الوسط الإعلامي العربي، لما
تتمتع به من خبرات سابقة في كبريات المحطات الدولية والعربية، وهذه السمات لقناة
الغد كانت تغازلني ، وجعلتني أفكر في الانتقال من الإعلام المحلي إلى العربي ، كما
كنت مقتنعا بأنني حتما سأتعلم مهارات جديدة من قناة لم تنطلق لمجرد الوجود في
الساحة الإعلامية العربية، بل لتنافس وتكون في الصف الأول ، وهو ما تأكد بعد ذلك
للمتابعين.
آدم : هل خضعت لاختبار لقبولك
بـ"الغد" ؟
بالطبع ..فالغد لها طابع خاص فيما يتعلق بمن
يلتحقون بها ، فعنصري الكفاءة والمهنية هما المعياران الحاكمان للقبول بالقناة.
آدم : لأي الاختبارات خضعت بقناة
"الغد"
كانت اختبارات متعددة، منها: التحرير الصحفي
وتحديدا تحرير الأخبار والتقارير التليفزيونية ، إلى جانب الإلقاء الإخباري، اللغة
العربية، الترجمة الإعلامية. وقد وفقت في كل هذه الاختبارات بفضل الله.
آدم : لكن..أليست هذه الاختبارات كثيرة؟
بالعكس لسيت كثيرة، فكما قلت لك القناة لم
تنطلق لمجرد التواجد ، بل للنجاح والمنافسة بقوة. فالمحرر بقناة الغد مثلا هو من
يكتب ويترجم ويقرأ التقرير الذي كتبه ويقوم بعملية المونتاج ، لذا لابد أن يكون
ملما بكل هذه المهارات.
آدم : لكن هناك نقلة أخرى داخل قناة الغد
بالنسبة لك عندما انتقلت من غرفة الأخبار محررا إلى الشاشة مذيعا..كيف حدث ذلك؟
خلال عملي محررا بالقناة كان كثيرون من
الزملاء وقيادات القناة يعرفون أنني أعد نفسي بالفعل لتقديم نشرات الأخبار ،
وبالفعل كنت أعد نفسي عندما كنت أعمل في Ontvفتم اختباري بترشيح من مدير الأخبار الإعلامي
الكبير أسامة راضي ، وخضعت لاختبارات،ووافقت بعدها لجنة الاختيار وعلى رأسهم
الإعلامي الكبير الأستاذ أحمد حزوري على انتقالي للعمل مذيعا بالقناة.
آدم : إذن ..ما الذي أضافته لك الغد ؟
بحق أضافت لي الكثير على المستوى المهني سواء
ما يتعلق بمهارات التحريري الإخباري التليفزيوني أو المذيع ومقدم البرامج ، لكن
تبقى الإضافة الأكبر أنها أول قناة أقدم نشرات الأخبار والبرامج على شاشتها ، لذلك
القناة لها مكان كبير ومتميز في قلبي ، لأنها لم تبخل علي ، وأنا بطبعي أحب من
يقدرني ويفهمني ، ساعتها أعطيه في المقابل بلا حد، ولا أدخر جهد، ليس منة مني لكن
حق علي.
آدم : ننتقل إلى المشهد الإعلامي العربي
..كيف تراه؟
سؤالك ينكأ
جرحا غائرا..ولكي تتضح الصورة دعنا نعود إلى كتاب "فن الحرب" للداهية القائد الصيني
"صن تزو" . فهو يقول :"إذا كنت تعرف
نفسك وتعرف عدوك ، فلا حاجه بك للخوف من نتيجة مائة معركة لأنك سوف تنتصر.وإذا كنت
تعرف نفسك ولا تعرف عدوك ،فكل نصر تحرزه سوف يقابله هزيمة تتلقاها. أما إذا كنت
لاتعرف نفسك ولا تعرف عدوك ، فسوف تنهزم فى كل معركة".
رغم
أن البعض يعتقد أن الاستراتيجيات الموجودة بالكتاب تصلح للمجال العسكرى فقط إلا
أنها تصلح لعدة مجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إعلامية.
وعلى غرار المقولة التي اقتبسناها ، يمكن أن تصنف الإعلام العربي بسهولة،
فهناك صنف متخبط لا يعرف نفسه ولا يعرف
عدو عالمنا العربي ولا يعرف عدوه ، وتلك كارثة . أما الصنف الثاني فهو يعرف نفسه
لكنه لا يعرف عدو عالمنا العربي ، فهو تائه. نأتي للصنف الثالث وهو الذي يعرف نفسه
ويعرف عدو عالمنا العربي ويقف على المتطلبات الحقيقة الإعلامية للجمهور العربي في
هذه المرحلة الخطيرة بالذات. وذلك هو الإعلام المنضبط البعيد عن إثارة القلاقل
والفتن ويأبى أن يكون معول هدم وتخريب.
آدم : وماذا عن الإعلام المصري في ضوء هذا التصنيف؟
الإعلام المصري يفهم طبيعة المرحلة
، التي تخوض فيها مصر حربا ضروسا ضد
الإرهاب ومحاولات جرها إلى الوراء ، إلى جانب معركة البناء التي تخوضها الدولة
المصرية، لذلك يتعامل بتعقل ، وإن كان هناك نقد فهدفه ليس الهدم إنما المساهمة في
البناء ، طالما أنه نقد بناء ومفعم بالحس الوطني، لأن أي فوضى إعلامية نتيجتها
تكون كارثية. كما أن الإعلام ينبغي أن يسلط الضوء على السلبيات لتصويبها ، إلى
جانب تسليط الضوء على الإيجابيات لتعزيزها ، ولدينا في مصر من الإيجابيات والبناء
ما يستحق أن يسلط الضوء عليه.
آدم : هل تتابع الإعلام الجزائري؟
نعم أتابع بعض وسائل الإعلامية في
الجزائر لمتابعة التطورات في الجزائر كدولة عربية شقيقة ولها ثقل، لأني أشعر
أحيانا أن الاعتماد على وسائل الإعلام العالمية ليس كافيا لرؤية الصورة بكل
أبعادها في الجزائر ، وغالبا ما تكون هذه الوسائل موجه ومعلوماتها مغلوطة. كما
لايعقل أن تريد معرفة معلومات عن دولة ولا تستمع إلى أهلها.ولدي هتمام أيضا بأدباء
الجزائر.
آدم : مثل من الأدباء؟
طبعا أحلام مستغانمي..فهي برأي
واحدة من الأدباء الكبار في العالم العربي الآن ، وقد ظهرت موهبتها الفذة في
" الأسود يليق بك ، عابر سرير ، فوضى الحواس، قلوبهم معنا وقنابلهم علينا.
أما قنبلتها فكانت في ديوان "عليك اللهفة".
آدم : ما أبرز جملة توقفت عندها في هذا الديوان؟
الديوان كله أكثر من رائع ، لكن
حقيقية توقفت عند الكلمات النابضة
بالإحساس:
لك وحدك
كانت كلماتي تخلع عنها خمارها
والقلب تحت خيمتك
يجلس أرضا
تطعمه بيدك
آدم : إذن أنت معجب بأدب أحلام؟
نعم كثيرا
، لدرجة أنها كانت سببا في مقاطعتي لقراءة بعض قصائد نزار قباني التي كنت أقراها
وقت صدور ديوان عليك اللهفة..فقرأت ديوانها وتركت قصائد نزار ، لكن عاودت قراءه
قصائدة مجددا بعد أن انتهيت من ديوان أحلام.
آدم : كيف ترى مواقع التواصل الاجتماعي وتاثيرها؟
بقدر ما لها من أهمية في مد جسور
التواصل بين الأشخاص وتذويب المسافات ، إلا أنها تحولت لأكبر منصة لإطلاق الشائعات،
التي تسقط اقتصادات دول ، وتفرق أبناء الشعب الواحد ، وتهدم ما يبنى.
أتذكر دراسة أجرتها حديثة الأكاديمية
الوطنية للعلوم الأمريكية كشفت أن مواقع التواصل الاجتماعى مثل "فيس بوك"
و"تويتر " تساعد على نشر المعلومات
المغلوطة ونظريات المؤامرة والشائعات كالنار في الهشيم . لكن أخطر ما توصلت الدراسة أن المستخدمين يتقبلون المعلومات
المضللة مجهولة المصدر ويتداولونها فيما بينهم بنفس طرق انتشار الشائعات، أكثر من أى
معلومات أخرى لأنها تأتى من دوائر الثقة المحيطة بهم.
آدم : وماذا عن الإعلام الإلكتروني ..هل تراه سيلغي الإعلام التقليدي؟
صحيح أن الإعلام الإلكتروني أصبح
كالوحش ، لكنه لن يقضي على الإعلام الإلكتروني ، هكذا يقول التاريخ. فالصحافة مثلا
لم تختفي بعد ظهور الإذاعة ، كا أن الإذاعة لم تختفي بعد ظهور التليفزيون،
وبالتالي كل هذا الوسائل رغم تأثير الإعلام الإلكتروني فيها ، إلا أنه لن تموت
وستبقى.
آدم : المستقبل..أين ترى نفسك
فيه؟
طبعا أن مستمر في التعلم واكتساب
المهارات ، وأثق أن المستقبل لا يخيب ظن من يجتهد ويستمر اكتساب المهارات والعمل
بإخلاص.
كلمة أخيرة للجمهور الذي يتابعك ومجلة آدم ؟
لمن يتابعني ..هذا شرف كبير وأتمنى
ان يوفقني الله وأكون عند حسن ظنكم وأسعد دوما بمتابعاتكم. أما مجلة آدم إن شاء
الله تحققون من تصبون إليه ، وكل التحية للشباب الصحفيين العاملين بها ، أراكم
كبارا في المستقبل القريب وارى مجلتكم كبيرة.
ليست هناك تعليقات