الصداقة بين ادم و حــواء
الصداقة بين ادم و حــواء
يشاع عادة ان الصداقة كنز نكتسبه
من خلال علاقاتنا الاجتماعية المتداولة،فأخ صديق ،الاب صديق ،وحتى الاخت صديقة
،الصداقة هي غذاء الروح و طعم اخر للحياة.
ان الصداقة بين ادم و حواء ليست بالأمر صعب ،وفي الوقت نفسه ليست امرا سهلا
،فحتى يقتنع الرجل ان الانثى تستطيع ان تكون صديقة وأخت ،ناصحة و مؤيدة ،عليها ان ينظر اليها كعقلك واعي
ووجدان صداق و كيان مستقر ،لان حقيقة المشاعر أهم منطلق
يعتمده كلتا الطرفين ،فالصديق
له القدرة على ان يشاطرها الرأي ،ويكون سندا لها في اصعب اوقاتها ،ليس بضرورة ان
تجمعهم علاقة غرامية حتى يقدم لها الدعم المعنوي ،فبحكم
قوة ادم و صلابته في مواجهة امور الحياة ،هي تعتمد عليه ليشعرها بأمان ،في اغلب الاحيان يشعر بما يدور حولها دون ان تبوح له
بآلامها وأحلامها،هنا يكمن المعنى الحقيقي للصداقة بين الرجل و المرأة فهي تحتاج
رجلا معها لا عليها ،ففي هذه المواقف يكونا كلاهما على طبيعتهما لا يتصنعان
المشاعر و الاحاسيس ،ادم بدوره يحتاج من تدعمه و تقف الى جانبه و تشعر به لأنه
قليل الكلام عادة ،فالرجل هو الاخر
يمر بأوقات صعبة ،لا يقوي على الاستمرار إلا بدعمها ،ومحاولتها لمحاربة يأسه و
خيبته ،قبل كل هذا فحواء جزء لا يتجزأ من ادم ،فصداقتهما وطن يسكنه الحاضر و
الغائب من ظروف الحياة القاسية ،فهي تحجب اليأس عنه لتضيء له بصيص الامل ولو بكلمة
صغيرة لكن معناها اقوي و اصدق
كل واحد منا يحتاج في حياته الى صداقات تغذي
روحه ،لان الانسان اجتماعي بطبعه لا يستطيع ان يعيش بمفرده ،فكيف له ان يستمر و
يواجه قساوة الايام ،قد يعيش المرء حالات لا يقوي على كتم أحاسيسه يحتاج الى من
يكون له اذان صاغية ففي اغلب اوقات تكون حواء هي اذانه و دمعته وأماله و راحته.
ان طبيعة العلاقة بين ام
و حواء لا تقتصر على الصداقة فقط ،انما تتعد ذلك ،ولكن في حقيقة الامر الصداقة
اطول عمرا من الحب.
ليست هناك تعليقات