الملك والحليب .
الملك و الحــلـيـب
في أحد الأيام
مرّة على قرية أزمة مجاعة، فطلب الملك من رعيته جميعا رجالا و نساءً ، شبابا و شيوخاً، بأن يصب
كل واحد منهم كأس حليب في قِدر كبيرة و
هذا في الليل دون يُعرف اسم أي واحد منهم ، على أساس يُجمع كل ذلك الحليب ثم يعاد
تصنيعه و بيعه لتحريك
عجلة الاقتصاد و الخروج من الأزمة .
في الليل أتى كل واحد منهم بكأسٍ لكن ليست مملوءة بالحليب بل مملوءة بالماء، كل واحد قال في نفسه " إنّ وضعي لكوب و احد من الماء لن يؤثّر على كمية الحليب
الكبيرة التي سيضعها أهل القرية ، و كل واحد منهم اعتمد على غيره ...لقد فكروا بالطريقة نفسها ، فالنتيجة... أهل تلك القرية ماتوا كلهم من الجوع .
هل يُصدّق كل واحد
منا أنه يملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي تحتاج منا أن نملأها بالحليب ؟ .
إذا لم يُتقن الإنسان
عمله بحجة أنه لن يظهر عمله في وسط الأعمال الكثير التي يقوم بها غيره، بهذه
الطريقة إنه يضع كوب ماء بدلا من الحليب، أو حتى يتبادر إلى أذهان الكثير منا أنه لا
نستطيع التغيير إلى الأحسن مادام
الكثير لا يفعل أي شيء للتغيير الإيجابي ؟
.
إذا حوّّل رُبان السفينة الوجهة بشكل طفيف فإن ذلك لا يُشعر به آنيا ، لكن بعد
مدة سترسو السفينة على بر آخر ، أي يمكن أن تبادر أنت و أنا بحركة إيجابية و لو بسيطة ،
و النتائج الآنية لسنا مسئولون عنها لكن يمكن أن تُؤتي أُكُلها بعد حين .
الأخصائي النفساني حمزة بن قاطي
ليست هناك تعليقات