المعلم و العقرب
المعلم و العقرب
كان المعلم
يمشي مع تلميذه على ضفة النهر ، فرأى المعلم عقربا يكاد أن يجرفها السيل ، فأسرع
المعلم إليها لينقذها ، و عندما حملها لينقذها لدغته حتى كاد يغمى عليه ، لكنه
وضعها بعيدا عن النهر ، مشت العقرب بسرعة باتجاه النهر و مرة أخرى كاد السيل أن يجرفها فأسرع المعلم بدوره إليها و حملها لينقذها
فلدغته حتى كاد يموت ، لكنه أنقذها من الغرق .
احتار التلميذ
من معلمه !! ؟ .
فقال له : " في المرة الأولى حملت تلك العقرب
فلدغتك ! و كاد يغمى عليك ، و في المرة الثانية أردت إنقاذها فلدغتك حتى كدت تُهلك
؟ لماذا تُنقذ العقرب التي تلدغك ؟"
فقال له المعلم
:" هي طبيعتها من يُنقذها من الغرق تلدغه ، و أن طبيعتي من يوشك أن يغرق أُنقذه
."
يا بني إذا أردت فعل الخير
ستجد إيذاءً كثيرا ، لكن إذا تأثرت
بالإساءةِ فإنك ستمتنع عن فعل الخير وبذله
، إذن اجعل الإنسانية طبيعتك في التعامل و
مثل نفسك بالنخلة ترميها بحجر تُساقط عليك رطبا ، و إن لم تجد فضيلة في الآخر فلا تتأسف على أنه لم
يدركها ، بل احمد الله على ما عندك من فضائل و اجتهد في العطاء. كما قال الشاعر:
و إن الذي بيني و بين بني أبي
و بين بيني عمّي لمختلفٌ جِـــــــــــــــــــــــــــدّا
فإن أكلوا لحمي و فّرتُ
لحومهم
و إن هدموا مجدي صنعت لهم مجــــــــــدا
و ليسوا إلى نصري سراعا
و إن دعوني إلى نصرٍ أتيتهم شُـــــــــــــــدّا
فإن سيد القوم و كريمهم
من لا يحمل في قلبه لحقـــــــــــــــــــــــــــدا.
الأخصائي النفساني : حمزة بن قاطي
ليست هناك تعليقات