اهتمامات آدم ما بعد العشرينيات
اهتمامات آدم ما بعد العشرينيات
كتبت : لطيفة عبادة
كما هو
متعارف عليه في المجتمعات العربية ان لرجل اهتمامات متعددة يمارسها في حياته
اليومية لا تقتصر على اللباس و الاكل فقط انما تجاوزت هذه الاخيرة ,لتصل الى فكره
العميق و راجحة عقله في اتخاذ قراراته المصيرية.
لقد اختلفت
اهتمامات الرجل وتعددت في مجالات كثيرة ،ففي القديم كانت اهتماماته محدودة بين رياضة
كرة القدم و الجلوس في المقهى مع ابناء جيله لتجادل اطراف الحديث ،فكان يقضي جل وقته في حارته ،اما اليوم فقد اختلفت
هذه المعايير ليصبح هذا الرجل نفسه خاضعا لبرنامج يومي يضبطه قبل نومه ،ليستيقظ في
صباح اليوم التالي لينفذه متبعا اهتماماته الحديثة ،حيث يتناول الحاسوب ،او الهاتف
المحمول ليطلع على الاخبار اليومية في صفحات المشاهير و الفن و الموضة ،يواكب عصره
من خلال هذه النافذة الصغيرة ،التى استطاعت تغير فكره و اتجاهاته في قضايا مصيرية
،لم تكن متداولة سابقا،هنا يكمن الاختلاف
في اهتمامات بين القديم و الحديث فاللباس قديما كان محصورا في اشياء بسيطة تمثل
الرجل العربي ،اما اليوم صار لباسه من ماركات عالمية و اناقته كأناقة المشاهير و لاعبه المفضل اصبح يهتم بجماله و قوامه و مظهره اكتر من السابق ،كل كلامه حول كرة القدم و
المستقبل المشرق عكس ادم القديم كان تفكيره شبه محدود ،يهتم بالعمل وكسب لقمة
العيش ثم زواج و الاولاد ،هذه الحياة كانت بالنسبة له حلما يتمنى تحقيقه ،اما
اليوم اصبحت هذه الاخيرة حياة روتينية
تحتاج الى تجديد بفضل عدة عوامل
انفتح ادم على افاق جديدة في حياته الخاصة و العملية على حد سواء، اصبح يطمح الى
الابداع و التفكير في كل ما هو متميز و فريد
من نوعه ،هي خطوة جريئة و بمثابة نقلة نوعية بين نمطين مختلفين لرجل عاش
فترة عصيبة من حياته استوجبت عليه التخلى عن اهم الاشياء ليكون الحلم بسيطا ،اما الواقع المعاش و حرية الكاملة فتحت له ابوابا
كانت لا تكاد تفتح في عدة مجالات كالتجارة ،الصناعة ،التعليم ،الثقافة ،الموضة،ام
اليوم هو صاحب اللمسة البارزة في كل الميادين ،فهو الطبيب و المهندس و الاعلامي و
القاضي ،المعلم ...هو عين المجتمع و القلب
النابض له ،فبخطواته الجريئة اقتحم ادم عالم
التكنولوجيا يتعلم منها اتصال مع الاخرين ،وكذا الولوج الى مواقع التواصل
الاجتماعي بشتى انواعها ،ليشكل صداقات من مختلف دول العالم ،هي بمثابة جسر تواصلي
يمتزج من خلاله مختلف الثقافات و الحضارات بين الاجيال برغم من كل ما عايشه ادم من قساوة و ظروف صعب
إلا ان اهتماماته لم تبقى حبيسة لتلك الظروف ،اصبح متطلبا في افكاره و ايدلوجياته
وآاراءه و لباسه و اكله و كل شي ،ان اختياره لكل متطلباته و ضرورياته اصبح اختيارا
دقيقا يختلف عن الاختيارات و الاهتمامات
السالفة.
ان ضرورة الحياة ساهمت بشكل كبير في تغير اهتمامات الرجل العصري
الذي تفتح على افاق جديدة و بحلة ابهى و
لمسة ممزوجة من حضارات مترامية الاطراف لان ادم ما بعد العشرينيات يختلف كثيرا عن سابقيه رغم عدم
اختلاف واقعه.
ليست هناك تعليقات