دزيري بلال:إتحاد العاصمة القلب النابض اما النصرية فهي أمي الثانية
دزيري بلال:إتحاد العاصمة القلب النابض اما النصرية فهي
أمي الثانية
حاوره عيسى.م
حدثنا في البداية عن بدايتك مع كرة القدم وكيف
التحقت بمدرسة النصرية؟
في الحقيقة كنت مولعا منذ صغري بكرة القدم خاصة عندما
كنت أشاهد لقاءات المنتخب الوطني، وفي زمننا كان من السهل الالتحاق بالأندية في
الأصناف الصغرى وكل واحد يلعب في الفريق الذي يمثل حيّه وهذا ما جعلني ألتحق بنصر
حسين داي.
لماذا اخترت مواصلة الكرة وعدم إكمال الدراسات
العليا رغم أنك كنت من المتفوقين؟
كل شيء بالمكتوب وفي الحقيقة أنا لم أتوقف عن الدراسة
وأكملت دراستي لغاية السنة الثالثة ثانوي واجتزت امتحان البكالوريا في شعبة العلوم
لكنني لم أوفق في الحصول عليها ما جعلني أركز بعدها على كرة القدم رغم أن والدي
كان حريصا على إكمالي للدراسة لكنني أحمد الله أن مستواي الأكاديمي هو جيد على
اعتبار أنني لم أكمل فقط الدراسات العليا.
هل تعترف أن مدرسة النصرية لها الفضل فيما
وصلت إليه بمسيرتك الكروية؟
بطبيعة الحال مدرسة نصر حسين داي قدمت لاعبين كبارا
للكرة الجزائرية وقبل أن ألعب مع هذا الفريق تخرجت أسماء كبيرة من هذه المدرسة ولي
الشرف أن أكون واحدا من هؤلاء، ولو أنني عندما اخترت النصرية لم يكن الأمر مقصودا
بالضرورة وهو متعلق بالحي الذي كنت أقطن فيه لهذا كان من الطبيعي أن ألتحق بمدرسة
النصرية.
كيف غادرت النصرية ولماذا اخترت بالضبط اتحاد
العاصمة سنة 1995؟
كان من الصعب أن أغادر النصرية التي ترعرعت فيها لكن بعد
العروض الكثيرة التي وصلتني كان من الواجب اختيار عرض يناسبني، خاصة أن النصرية
سقطت في ذلك الموسم للقسم الثاني وأنا كنت أطمح للعب بشكل دائم مع المنتخب الوطني
وبعدما اتصل بي سعيد عليق واقتنعت بدقائق معدودة بكلامه وأمضيت مع اتحاد العاصمة
الذي كنت أعتبره حينها أفضل فريق يناسبني.
كيف تعلق على المشوار الكبير الذي أمضيته مع
اتحاد العاصمة لحوالي عقد كامل؟
صحيح كانت تجربتي مع الاتحاد ناجحة بكل المقاييس وبصراحة
تواجدت في عهد ذهبي لهذا الفريق وكل شيء كان على أحسن ما يرام، وما حققناه كان
رائعا في تلك السنوات بعدما سيطرنا بالطول والعرض محليا وأصبحت للاتحاد هيبة كبيرة
حتى في إفريقيا، وأنا سعيد وراض عن تجربتي الطويلة مع الاتحاد.
ما سرّ عدم تغييرك لألوان الاتحاد بأي ناد
جزائري آخر وبقاؤك فيه حتى الاعتزال؟
أنا من الأشخاص الذين يحبون الاستقرار في كل شيء وفي
الحقيقة لم يكن هنالك أي داع لتغيير ألوان اتحاد العاصمة لأنني وجدت راحتي التامة
من خلال العلاقة الجيدة التي كانت تجمعني بالإدارة واللاعبين حينها وخاصة الأنصار،
وبعد مواسم طويلة من اللعب مع اتحاد العاصمة قررت الاعتزال معه وعدم تغيير ألوانه
بأي فريق جزائري آخر رغم أن جل الأندية الجزائرية الكبيرة اتصلت بي آنذاك.
هل تؤيّد من يعتبر جيلك هو الأفضل في تاريخ
اتحاد العاصمة؟
شخصيا أرفض المقارنة بين الأجيال واللاعبين والفرق لأن
لكل واحد معطياته وظروفه، وقبل جيلي كانت هناك أجيال كبيرة صنعت بريق الاتحاد
وبعدها جاء جيلنا والذي ترك الفريق في القمة وحاليا يوجد جيل آخر استطاع أن يصل
مثلا بالاتحاد لأول مرة في تاريخه لنهائي رابطة أبطال إفريقيا ولهذا لا يمكن أن
أعتبر جيلي هو الأفضل ولكن يجب الاعتراف أنه جيل كبير وذهبي.
ذاك الجيل حقق كل شيء محليا لكنه فشل في
التتويج قاريا، ماذا كان ينقصكم للتويج باللقب الإفريقي؟
لست أدري بالضبط ما كان ينقصنا للتتويج باللقب الإفريقي
لأننا ببساطة كنا رقم صعب في إفريقيا وتخشى منا جميع الأندية الكبيرة والتي كنا
نقف الند للند أمامها، لكن ربما الحظ والتوفيق هو من خاننا، أتذكر كيف ضيّعنا
النهائي وحتى اللقب أمام الرجاء البيضاوي في نصف نهائي رابطة الأبطال سنة 1998 وهو
نفس السيناريو الذي عشناه سنة 2002 أمام الوداد البيضاوي رغم أنه في كلا
المناسبتين كنا الأقرب للتأهل، وحتى في نصف نهائي سنة 2003 ضيعنا رابطة الأبطال
أمام إينيمبا بسذاجة ولو أننا كنا قد تأثرنا كثيرا بالتحكيم في أدغال إفريقيا والأمور
كانت دائما صعبة.
كيف التحقت بالمنتخب الوطني وماذا مثّل لك ذلك؟
بعدما برزت في البطولة الوطنية تم توجيه الدعوة لي وأنا
استثمرت فيها وقدمت الإضافة وهو ما جعلني أحافظ على تواجدي مع المنتخب الوطني
لسنوات طويلة وأشارك في أكثر من كأس إفريقية واحدة وأنا راض عما قدمته للمنتخب
الوطني لأنني لم أبخل عليه يوما بأقصى ما أملك من جهد وعملت دائما على تشريف
الألوان الوطنية.
هل تظن أن الظروف القاهرة التي عاشتها البلاد
في تلك السنوات هي من حرمتكم من إنجازات ونتائج كبيرة؟
هناك عوامل كثيرة حالت دون تحقيقنا لنتائج كبيرة على
غرار عدم تأهلنا للمونديال بسبب ضعف الإمكانيات التي كانت حينها مقارنة بالوقت
الراهن، فضلا على الظروف القاهرة التي كانت تعيشها البلاد والتي أثرت على كل
الميادين.
لعبت في البطولة التونسية وتوّجت بالكأس
الإفريقية الممتازة مع النجم الساحلي، كيف رأيت تلك التجربة؟
ما دمت خرجت من النجم الساحلي مرفوع الرأس ومن الباب
الواسع وبلقب إفريقي فهذا دليل أن تجربتي مع هذا الفريق كانت ناجحة، كما يجب
الإشارة أن النجم الساحلي كان قطبا حقيقيا يومها للأندية التونسية وكانت معظم
تشكيلته تمثل العمود الفقري للمنتخب التونسي الذي كان من أحسن المنتخبات الإفريقية
حينها، كما أشير أن اللقب الإفريقي الذي أحرزته مع النجم الساحلي هو أجمل ذكرى
احتفظت بها من تجربتي في تونس.
ما الفرق صراحة بين البطولتين الجزائرية
والتونسية؟
في الوقت الراهن هناك أشياء كثيرة تغيرت ولكن بصراحة منذ
قرابة عشرين سنة أي منذ تجربتي في تونس مع النجم الساحلي كان الفرق بين البطولتين
واضح من الجانب المادي وأقصد بذلك المنشآت والهياكل التي تتوفر عليها الأندية
التونسية والتي تفوق كثيرا أنديتنا، أما من الناحية الفنية فهناك تقارب كبير مع
أفضلية بعض الأندية الكبيرة في تونس على غرار الترجي والنجم الساحلي.
حدثنا عن تجربتك في فرنسا وقطر؟
تجربتي في فرنسا مع نادي سيدان كانت في قمة عطائي وحينها
وصلتني عروض كثيرة من خارج الوطن واخترت خوض تجربة في البطولة الفرنسية، وأحمد
الله أن تجربتي كانت إيجابية واكتشفت فيها فارق المستوى ومعنى الاحتراف الحقيقي،
أما تجربتي مع السد القطري فكانت أكثر من رائعة بعدما توجت فيها بلقبين في ظرف شهر
واحد فقط ولعبت بجانب لاعبين عالميين كبار، خاصة أنه عندما لعبت مع السد كان هذا
الفريق يضم أفضل اللاعبين الأجانب فقط على غرار ما يحدث حاليا.
على ذكر السد القطري وتجربتك في البطولة
القطرية، كيف ترى مستوى هذه البطولة وهل تؤكد ما قاله بونجاح بأن مستوى هذه
البطولة لا يقل شأنا عن البطولة الجزائرية؟
أنا لم ألعب لمدة طويلة في قطر لكن تجربتي يومها أكدت لي
أن مستوى البطولة القطرية هو مرتفع خاصة بتواجد لاعبين كبار، كما أن هذه البطولة
أصبحت تصدّر عدة لاعبين مهمين للدوريات الأوربية الكبيرة على غرار ما حدث مع كوني
وكايتا قبل سنوات، وما دام أن المنتخب القطري فاز على المنتخب الوطني قبل سنتين
فهذا دليل أن البطولة القطرية جيدة وليس كما يشاع عنها أنها مقبرة النجوم.
صحيح أن تجاربك الاحترافية كانت موفقة،إلا أن
البعض يؤكد أن دزيري ضيع مشوارا كبيرا وكان قادرا على اللعب في مستويات أفضل، ما
هو رأيك بذلك؟
هذا الكلام قاله لي الكثير من الفنيين في الجزائر وحتى
تونس وصراحة كان يمكن أن ألعب في بطولة أوروبية قوية لكن حتى البطولة الفرنسية كانت
جيدة وأنا في النهاية راض وسعيد بمشواري الذي حققت فيه عدة إنجازات وألقاب.
ما هي أجمل ذكرى احتفظت بها كلاعب في مسيرتك
الكروية؟
لا توجد ذكرى معينة لكن عندما أتذكر الألقاب التي
أحرزتها مع اتحاد العاصمة، النجم الساحلي والسد فتلك الذكريات لا تفارق ذهني وهي أكثر
ما يسعدني عن ذكرياتي كلاعب في كرة القدم.
هل أنت نادم على شيء لم تحققه مثلا كلاعب؟
صحيح لم أحقق بعض الأشياء التي كنت أطمح إليها على غرار
التأهل مع المنتخب الوطني للمونديال والتتويج بالكان وأيضا الفوز باللقب القاري مع
اتحاد العاصمة، إلا أنه عندما أتذكر أنني قدمت كل شيء وسنّة الحياة هي هكذا ولا
يجب أن تحقق كل شيء عندها فقط أرتاح وأتأكد أنني راض عن قضاء وقدر الله وسعيد بكل
ما قدمته ولست نادما على أي شيء.
تحولت لعالم التدريب، كيف بدأت مشوارك في
الطاقم الفني لاتحاد العاصمة؟
بعد اعتزالي كرة القدم مباشرة لم أقدر على الابتعاد
كثيرا عن الميادين لأنني قضيت كل حياتي في عالم الكرة، وقلت في قرارات نفسي لماذا
لا أدخل عالم التدريب كما يفعل دائما اللاعبون القدامى وأشكر من منحني الفرصة
لأكون في الطاقم الفني لاتحاد العاصمة الذي بدأت فيه تجربتي الجديدة كمدرب، وهي
التجربة التي تختلف كليا عن تجربتي الطويلة كلاعب ولاحظت الفرق منذ البداية.
لماذا غادرت بعدها الطاقم الفني للاتحاد وهل
السبب في عدم منحك فرصة تدريب الفريق كمدرب رئيسي؟
سؤالك يحمل نصف الجواب لأنني صراحة بعدما اشتغلت لمدة
معتبرة كمدرب مساعد أدركت أنه حان الوقت لأعمل كمدرب رئيسي وعندما أتيحت لي الفرصة
مع أندية أخرى كأمل الأربعاء وحاليا مع وداد بوفاريك لم أتردد لحظة واحدة، لكنني
في المقابل تركت مكاني نظيفا في اتحاد العاصمة الذي اشتغلت فيه كمدرب مساعد لعدة
أسماء كبيرة في عالم التدريب في صورة فيلود، أوسكار فيلوني، سيموندي، كوربيس،
رونار وغيرهم.
ما رأيك في الجيل الجديد للمدربين في الجزائر
على غرارك، وهل تظن أنهم أحدهم قادر على قيادة الكرة الجزائرية لبرّ الأمان؟
ظاهرة التجديد عند اللاعبين والمدربين هي ظاهرة طبيعية
وموجودة في العالم بأسره وليس في الجزائر فقط وولدت أصلا منذ وجود الكرة منذ قرن
ونصف، حيث قدمت نخبة من المدربين الكثير للكرة الجزائرية في حقبة الستينات
والسبعينات وبعدها جاء جيل جديد في سنوات الثمانينات والتسعينات وفي السنوات
الأخيرة ظهر جيل جديد بعضه من اللاعبين القدماء الذين لعبوا في حقبة التسعينات مثل
مضوي، بلعطوي وشريف الوزاني وغيرهم وأنا أسير على خطاهم وهدفنا هو تقديم الإضافة
للكرة الجزائرية، وأريد هنا أن أوضح أمرا مهما..
تفضل؟
يجب على الإنسان عندما يستفيد من شيء معين ويملك الخبرة
فيه أن يعمله ويفيد به الآخرين ولا يجب أن يحتكر ذلك لنفسه فقط، ونحن من واجبنا أن
نمنح عصارة خبرتنا على مر سنوات طويلة لهذا الجيل الجديد من اللاعبين، كما أننا في
نفس الوقت علينا أن نطور أنفسنا ولا يجب أن يبقى الأمر متوقفا عند منهجيات التدريب
في السنوات والعقود الماضية لأنني أعتبر كرة القدم تماما مثل الطب وكل يوم تكتشف
فيها أشياء جديدة وتتعلم منها ولهذا لا يمكن أن يتوقف التدريب عند جيل معين مثلا.
ماذا تقول عن تجربتك الحالية مع وداد بوفاريك،
وكيف تفسر وضعيته الصعبة في البطولة؟
بعدما عملت مع المدرب يوسف بوزيدي مؤخرا في نصر حسين
داي، اتصل بي مسيرو وداد بوفاريك وطلبوا مني الإشراف على الفريق حيث أعجبت كثيرا
بمشروع الإدارة الذي حفزني على تولي المسؤولية رغم المشاكل المادية التي يعاني
منها الفريق، إلا أنني رفعت التحدي وأؤكد أن الفريق كان يسير بثبات لولا نقص خبرة
بعض اللاعبين وبعض التفاصيل الصغيرة لكان يمكننا التواجد في مرتبة أفضل بكثير، وحاليا
كما يعلم الجميع ننافس بقوة على تحقيق البقاء وعلينا أن ننقذ الفريق بأي شكل من
الأشكال ونبقيه في الرابطة الثانية وبعد نهاية الموسم سيكون لكل حدث حديث.
بصفتك مدربا ولاعبا دوليا سابقا، من المدرب
المناسب في رأيك للمنتخب الوطني وما هي المدرسة التي تناسب الخضر؟
لست أنا من يقترح اسم المدرب على الاتحادية الجزائرية
لكرة القدم أو أختار هويته، أعتقد أنه يوجد مكتب فيدرالي تم انتخابه حديثا ويقوده
رئيس جديد هو المختص في تحديد هوية المدرب الجديد وحسب وجهة نظري الشخصية يجب فقط
أن يكون هذا المدرب مناسبا لخصوصيات اللاعب الجزائري لأنه لا يمكن لأي مدرب أن
يشرف على تدريب المنتخب الوطني ولابد أن تتوفر فيه مواصفات خاصة تتناسب أساسا مع
مميزات الكرة الجزائرية وهو ما تحدث عنه أيضا رئيس الفاف زطشي مؤخرا وأنا أسانده
في فكرته.
ما رأيك في الرئيس الجديد للفاف خير الدين
زطشي؟
ما دامت الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم
هي من اختارته وانتخبته رئيسا جديدا فهو الأحق بهذا المنصب لأن الجمعية العامة هي
سيدة الموقف، وبالمناسبة أنا أعرف زطشي جيدا وهو إنسان طموح وشاب وحقق نجاحا مهما
مع فريق بارادو في السنوات الأخيرة ولم لا يكرر نفس التجربة مع المنتخب الوطني.
في الأخير هل أنت مستعد لتولي منصب معين في
الطاقم الفني لأحد المنتخبات الوطنية على غرار المنتخب المحلي، خاصة أن اسمك
متداول في أروقة الفاف؟
بطبيعة الحال أنا جاهز لخدمة بلدي في أي منصب كان
ويشرّفني كثيرا اهتمام مسؤولي الكرة الجزائرية بخدماتي ومجرد طرح اسمي في أروقة
الفاف كما تحدثت عنه يسعدني كثيرا، وإذا أتيحت لي الفرصة سأفعل المستحيل لتقديم
الإضافة بعد الخبرة التي اكتسبتها في السنوات الماضية، وفي كل الأحوال أنا موجود
لخدمة الكرة الجزائرية سواء أكان ذلك مع أحد المنتخبات الوطنية أو حتى الأندية
الجزائرية.
ليست هناك تعليقات