آخر الأخبار

الاعلامي السوري يوسف شغري : يكفي تعريب الاعلام الجزائري وانتمائه إلى العروبة وان تبقى ا لجزائر على عهدها بالحفاظ على العروبة .


آدم في حوار حصري مع الإعلامي والشاعر : يوسف شغري .
حاورته ابتسام حفيظي
س : كيف يمكن للشاعر والصحفي يوسف شغري ان يقدم نفسه للجمهور الجزائري؟
ولدت في اللاذقية وعشت فيها حتى نهاية دراستي الثانوية عندما حصلت على البكالوريا . ثم انتقلت إلى العاصمة دمشق ودرست فيها الأدب الانجليزي وفي نفس الوقت كنت أحضر بصفة غير رسمية في كلية الفنون الجميلة نظرا لوجود أصدقاء عديدين يدرسون فيها هم اليوم من أهم الفنانين التشكيليين السوريين. وبعد حصولي على بكالوريوس في اللغة الانجليزية وآدابها انتقلت للعمل في صحيفة تشرين السورية وفي صحيفة سيريا تايمز. بدأت الكتابة للصحافة مبكرا في البداية كمتعاون ثم انتقلت للعمل بشكل رسمي في تشرين. وكنت أكتب بلغتين : العربية والانجليزية. وقد كتبت في مختلف النشاطات الثقافية : الأدب ( شعر ورواية وغيرها) وفي الفن التشكيلي كناقد للفن التشكيلي، والمسرح والسينما والموسيقى وغير ذلك من فروع الثقافة . لكن نتيجة للحرب الأهلية اللبنانية انتقلت جميع النشاطات التجارية إلى دمشق وهذا أدى إلى غلاء فاحش في أسعار الشقق وإيجاراتها .. حتى أني كنت أدفع كل مرتبي إيجاراً لشقة سيئة في أطراف مدينة دمشق. ثم جاءت فرصة للعمل كمدرس للغة الانجليزية في السعودية . فسافرت إلى السعودية منذ حوالي 24 عاما انخرطت خلالها في العمل الثقافي واستطعت أن اكتب لصحيفة اليوم السعودية حتى اليوم.
 س : أنتَ صاحب عدة مجموعات شعرية من بينها "تميمة الرماد" و"يشتغل الافق بالفجر تحت اصابعك" ..هل لك دواوين واعمال غيرها؟
ج: نشرت مجموعتين شعريتين : " تميمة الرماد" ( اصدار خاص : الدمام : 2012) و" يشتعل الأفق بالفجر تحت أصابعكِ " ( عن روافد - القاهرة 2015 ) وهناك مخطوط مجموعة جديدة بعنوان ( ياسمين الصباح ) لم تنشر بعد. وترجمت العديد من الكتب من اللغة العربية إلى الانجليزية وبالعكس المنشور منها كتابان :
 الأول بعنوان: ( The War Child's Diary ) " `مذكرات طفل الحرب" للشاعرة العراقية " وفاء عبد الرزاق" ( أميركا 2014 )
 والثاني : ( Light Sneaks ) " ضوء يتسلل" للشاعر علي الدرورة ( النورس للنشر 2014 )
 وهناك مجموعة شعرية مترجمة مختارات من الشعر العالمي بعنوان " قلب في راحة يد" قيد النشر.
- ترجمة رواية ( ظلال الصاعقة) للروائي السعودي "سعد أحمد ضيف الله إلى الانجليزية ( Thunderbolt Shadows ) مخطوط
- ترجمة رواية حاموت " للأديبة العراقية " وفاء عبد الرزاق إلى الانجليزية ( Hamout ) قيد النشر.
- ترجمة رواية " رقصة الجديلة والنهر" للأديبة العراقية " وفاء عبد الرزاق" إلى الانجليزية ( The Braid Dance and the River "Brief On
 The Saudi Plastic Arts- The Heritage Extension of The Modern Saudi Plastic Arts ( مخطوط ) –
 -" قاموس الفن التشكيلي الغربي " Dictionary of Western Arts ( قيد الترجمة والتحرير )
- " فن الانسجام الروحي لفاسيلي كاندينسكي " Art of Spiritual Harmony ( قيد الترجمة إلى العربية )
س: ماهي نظرتك للشعر ولواقعه في الجزائر خاصة وفي الوطن العربي عامة ؟
ج : الشعر بالنسبة لي اكتشاف وإعادة اكتشاف العلاقة بين أشياء و أمور لا يبدو أن هناك رابط بينها يكتشف هذا الرابط الشاعر من خلال موهبته. وليس الشعر مجرد كلام موزون ومقفىً. ولا يحتمل الشعر الاضافات غير الضرورية . فالشعر يطبق مبدأ خير الكلام ما قل ودل .. والبلاغة في الإيجاز وليس في الاسهاب.. وينبغي أن يكون الشعر متماسك مترابط وكأن هناك خيط خفي يربط صوره الفنية المدهشة وغير المتوقعة وأن يقدم مقولة ما تتفق مع القيم الانسانية الرفيعة .
لذلك هناك الكثير من ركام يسمى شعراً لا يمت إلى الشعر بصلة
أما عن الشعر في الجزائر ففي الحقيقة معلوماتي ضعيفة نظراً لعدم وصول الكتب إلينا .. وبعد انتشار الانترنت خبرت بعض التجارب الهامة في الشعر الجزائري وأنا متفائل بالجيل الجديد من الشعراء والشاعرات الجزائريات
وأما على مستوى الوطن العربي فإننا نشهد سيطرة قصيدة النثر على الطرق الأخرى في الكتابة الشعرية .. وقد ظن بعض انصاف الموهوبين أن الأمر اسهل من كتابة القصيدة العمودية الموزونة المقفاة أو قصيدة التفعيلة .. لكن برأيي أن الأمر غدا أصعب في قصيدة النثر .. ومع وجود ركام هائل مما يطلقون عليه شعراً لا يمت حقيقة إلى الشعر بأية صلة.. لكن دائماً المواهب الحقيقة تعبر عن نفسها وهناك ناقد لا يلين هو الزمن الذين يكنس هذا الركام ويبقي على الهام والابداعي في مجال الشعر.
س: من هم الشعراء الذين تميل لهم في كتاباتك؟
ج: تأثرت إلى حدٍ بعيد بالشاعر السوري محمد سيدة رحمه الله وهو صديقي واثر ببعض الشعراء في سوريا بأسلوبه السهل الممتنع. ومن الذين تأثروا به الشاعر السوري منذر مصري. ولكني أعتقد أنني ومنذر قد وجدنا طريتنا الخاصة وأسلوبنا المميز في كتابة قصيدة النثر والتي ولا شك تتميز عن تجربة معلمنا محمد سيدة.
س : هل لك تتويجات شاركت بها وكللت بالنجاح؟
ج:  شاركت بنشاطات ثقافية كثيرة كانت كلها ناجحة وحصلت على العديد من شهادات التقدير والدروع التذكارية كالأمسية الشعرية التي اقمتها في العاصمة البحرينية المنامة مثلا .. ودورة "التذوق الجمالي وتقييم العمل الفني التشكيلي " والتي دربت خلالها فنانات سعوديات ( حوال 17 فنانة ) على تقييم أعمالهن وأعمال غيرهن باعتبار أن الفنان هو الناقد الأول لعمله.. وقد استمرت الدورة التدريبية لمدة شهرين نظريا وتطبيقاً عملياً. وقدمت العديد من المحاضرات في الأدب والفن التشكيلي وغيره من أشهرها ( الفنان الشيطان) دراسة تناولت ثلاثة من الفنانين العظام في تاريخ الفن ( المصور التشكيلي كارافاجيو ) والشاعر الفرنسي رامبو والأديب الايرلندي أوسكار وايلد. وقد قدمت هذه الدراسة في كل من الدمام والدوحة العاصمة القطرية بدعوة من جمعية الفنون التشكيلية هناك. وعملت أنا والشاعرة العراقية المقيمة في لندن وفاء عبد الرزاق على مشرع فيلم عن أطفال العراق المأخوذ من " مذكرات طفل الحرب " بعد أن كتب له سيناريو قمت بترجمة السيناريو إلى الانجليزية .. لكن لم يتم المشروع بسبب التمويل. وطبعا هناك الكثير الكثير من التتويجات الأخرى وما أورته القليل مما نفذته.
س: ما الدافع الذي جعلك تختار الشعر وكيف يكون شعورك وانت تلقيه؟
 ج: الشعر خصوصاً والفن عموماً أنتِ لا تختارينه.. إنه يولد معك .. وهو ما يطلق عليه " الموهبة " . طبعا الموهبة وحدها لا تكفي ليغدو المرء شاعراً بل لا بد من تثقيف هذه الموهبة وتعزيزها بالثقافة الواسعة والاطلاع الدائم في مجال الموهبة. وهذا ما حصل معي . وقد كتبت الشعر تحت تأثيرين واضحين في جميع قصائدي المرأة والوطن من خلال الحب . واستطيع أن أقول لكِ أنني لم أكتب قصيدة واحدة إلا تحت تأثير هذين الطبين .. فقد عشقت دمشق و مسقط رأسي اللاذقية وبحرها ويمكن أن تشعري بذلك في معظم قصائدي. وكذلك حب المرأة .. فلا تكاد قصيدة واحدة تخلو من إمرأة خلف القصيدة وهي إمرأة حقيقية وليس مجر وهم.
أما عندما ألقي الشعر ، فإني القية بروحي وإحساسي واستعيد كل كلمة فيه وقد لاحظ أحد الشعراء الأصدقاء ذلك .. لأنني في إحدى المناسبات وأنا ألقي قصيدة لي انقطع نفسي وسالت دموع من عيني.. فسألني عن ذلك . قلت له : أنا ألقي روحي وليس مجرد كلمات لامعنى لها.
س: كيف ترى الاعلام الجزائري؟
 ج: للأسف معلوماتي ضئيلة عن الاعلام الجزائري ولكني أعتقد أنه يتطور للأفضل . ويكفي تعريب الاعلام الجزائري وانتمائه إلى العروبة وهو فخر للإعلام في بلد كادت الفرنسة تفعل فعلها.. لذلك أشعر أن الاعلام الجزائري قام بمأثرة في هذا المجال.
س : الوضع في سوريا يعاني منذ ازمة تدهور بالشأن السياسي في نظرك الى ما يعود هذا؟
 ج: أحب أن أسجل أولاً أنني لا أحب السياسة .. بل لأكن صريحاً اكثر : إنني أمقتها.. لستُ سياسياً، ولم أكن سياسياً في يوم من الأيام! بنظري أن من تحدث عن السياسة حقيقة هو ميكافيللي في كتابه " الأمير".. والمبدأ السياسي هو " الغاية تبرر الوسيلة".. بتعبير آخر : لا أخلاق ولا رحمة في السياسة .. وهذا يناقض مباديء المثقف أي مثقف التي تقوم أصلاً على المبادئ الانسانية والأخلاق .. وكلاهما معدوم في السياسة .. بل تسود في السياسة المصلحة الانانية الضيقة والأثرة .. وهذا ضد مبادئ أي مثقف.
المشكلة الكبرى في سوريا وفي سائر بلدان العالم الثالث هو الفساد وافقار الناس .. لكن ما حدث في سوريا يمكن وصفة بالكارثة الانسانية الفظيعة . سوريا ميدان لحروب بين دول كبرى وغير كبرى كل منها تفكر في مصلحتها الانانية الضيقة ولا تتورع عن الكذب والنفاق وأي شيء آخر وكل ذلك يجري فوق الشعب السوري الذي لا يسأله أحد ماذا يريد.. وقد أثبتت الكارثة الانسانية في سوريا مقدار الانحطاط الأخلاقي في القرن الواحد والعشرين.. عالم بلا قلب .. بلا انسانية اعتبارا من رأس العالم الفاسد أميركا ورئيسها البلطجي إلى البلطجي الروسي إلى سائر البلطجية الذين يصفون حساباتهم فوق ضحايا الشعب السوري!
س: ما علاقتك بالجزائر؟
 ج: للأسف لم أزر الجزائر . ولكن دعيني اخبرك عن ذاكرتي عنها: لا أزال أذكر التضامن مع الشعب الجزائري وهو يقاوم الاستعمار الفرنسي ولا أنسى أن دمشق استقبلت الأمير عبد القادر الجزائري والذي عندما توفي شيعه الشعب السوري ونعاه الرئيس السوري وهو يغادر سوريا إلى مثواه الأخير في الجزائر حيث استقبله في الجزائر الرئيس هواري بومدين. وكوني عربي أشعر بالفخر لإصرار الشعب الجزائري وقيادته على العروبة والتعريب، فنحن السوريين عروبيون بطبيعتنا ووكنا نردد ونحن أطفال :
 بلاد العرب أوطاني === من الشام لبغدان
 ومن نجد إلى يمن === إلى مصر فتطوان
 أتمنى أن تتاح لي الفرصة لأزور الجزائر العظيمة بلد المليون شهيد.
س: رسالة تود توجيهها للجزائر عبر مجلة آدم الإلكترونية..
 ج: اتمنى للجزائر أن تبقى على عهدها بالحفاظ على العروبة واتمنى لشعبها دوام العزة والازدهار.


ليست هناك تعليقات